محصول الذرة على غير عادته حقق مفاجأة في موسم ٢٠٢٤ بارتفاع غير مسبوق في اسعار المحصول .
قبل بدأ موسم زراعة الارز عام ٢٠٢٤ كان هناك عزوف كبير من الفلاحين عن زراعة الذرة ، بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج على الفلاح من تكاليف الاسمدة والكيماوي و المبيدات الحشرية وأجرة العمال و غيرها مثل ارتفاع اجرة الارض على الفلاح المستأجر للارض كي يستثمر فيها .
حتى ان بعض الفلاحين اعتبروا ان زراعة الذرة هذا العام ستكون عليهم بخسارة .
ولم يكن يخطر على بال الفلاحين ان هذا العزوف الكبير وضعف الاقبال على زراعة الذرة جعل محصول الذرة يخالف توقعاتهم ، ويرتفع الارتفاع الغير مسبوق الذي نشهده في موسم ٢٠٢٤ بسبب ان المعروض من محصول الذرة اقل من الطلب .
هذا الوضع كان يحدث لكثير من المحاصيل في السنوات الاخيرة ابرزهم البصل الذي تارة يكون سعره منخفض و رخيص جدا ، فيمتنع المزارع عن زراعة البصل في العام الذي يليه بسبب ثمنه البخس الذي لا يعود بالربح على الفلاح ، ولكن في هذه السنة التالية التي امتنع فيها الفلاحين عن زراعة البصل ، يحدث ارتفاع جنوني لاسعار البصل وهذه الاسعار المرتفعة جدا تجعل الفلاح يرغب بشدة في زراعة البصل الموسم الذي يليه ، ولكن هذه السنة التي يزرع فيها الجميع بصلا ، يحدث هبوط حاد في سعر البصل الذي يكون متوفرا بكثرة ، والمعروض من المحصول يكون اكثر من الطلب
ثم تعود الدورة في التكرار
الفلاحين المتمرسين في الزراعة لاحظوا تكرار هذه الدورة في السنوات الاخيرة ، فبدأو يختارون المحاصيل التي يزرعونها عكس التيار السائد .
لانهم يعلمون ان صنف المحصول الذي يزرعه الجميع سيكون رخيص ، والمحصول الذي لن يقبل عليه احد سيقل المعروض منه ، وسيرتفع سعره بشدة بسبب قانون العرض والطلب .
و الفلاح هو احد اسباب ان يسير سوق المحاصيل الزراعية في مصر على هذا النمط ، سنة يرتفع السعر ويكون المحصول في موجة غلاء ، وسنة ينخفض ويكون المحصول في موجة هبوط حاد بالاسعار .
لان معظم الفلاحين عندما يقرر نوع المحصول الذي سيزرعه في ارضه يقرره بناءا على المحصول الذي يكون سائدا في الاراضي المجاورة له .
ودائما قبل اختيار نوع الزرع يردد الفلاح مقولة : " انا هشوف كل الناس جمبي هتزرع اية وهزرع زي جيراني "
معللا ان ذلك يحسن من جودة المحصول و يحمي زرعته من الامراض .
وبالنسبة لتوقعات موسم الزراعة القادم ٢٠٢٥
هل سيستمر الذرة الموسم القادم في الصعود ام سيحدث هبوط في الاسعار للمحصول ؟
هذا الارتفاع الغير مسبوق لمحصول الذرة في موسم ٢٠٢٤ سيجعل الناس تقبل بشدة على زراعة الذرة في الموسم القادم ، وهذا سيجعل سعر الذرة الموسم القادم رخيص جدا ويحدث هبوط في الاسعار ، لان الاقبال على زراعة المحصول سيجعل المعروض منه اكثر من اللازم فتنهار الاسعار .
وربما يدخل الذرة في نفس الدورة التي يعاني منها البصل السنوات الاخيرة .
وفي النهاية فان الغيب بيد الله سبحانه وتعالى
وهذا مجرد توقع مبني على الاسباب التي ندركها والتي توثر في سوق المحاصيل الزراعية .
ليست هناك تعليقات: